6/15/2014 02:06:00 PM

العيــــــــــن الصناعيـــــــــــــــة ... المكفوفون يبصرون من جديد


                  


 يعاني كثير من الناس فقدان إحدى العينين منذ الطفولة بالولادة أو إثر التعرض لحادث أصاب العين بالتلف، أو نتيجة الإصابة في مقتبل العمر لأي سبب من الأسباب، كالإصابة بطلق ناري أو مرض متقدم بالعين أدى لضمورها وفقدانها البصر، مما يسبب تشوه إحدى العينين في النهاية. ومن ثم يبحث الشخص المصاب عن حل تعويضي بتركيب عين صناعية، وتصبح الحكمة والهدف إعادة الحالة النفسية للمريض إلى طبيعتها، وإحساسه بأنه أصبح قادراً على الاندماج في المجتمع دون خجل من هذه العاهة، حيث إن معظم حالات تشوهات العيون يمكن تجميلها بتركيب عين صناعية تقارب في الشكل واللون العين الأخرى الطبيعية بعد التطور الهائل في تقنيات هذه الصناعة التجميلية الدقيقة.
والمواد المستخدمة لرسم الأيرس
لقد تطورت تقنية صناعة العين الصناعية في العقدين الأخيرين بشكل كبير، بحيث يمكن أن تعمل باتساق مع العين الطبيعية عن طريق أستخدام عضلات العين  في جميع الحالات والتي تشمل حالات تفريغ العين وحتى في وجود العين الضامرة وبدون عملية التفريغ والتي نأمل أن يأتي اليوم الذي يجد لنا العلم والعلماء البديل الذي من خلاله يمكن أستعادة الرؤيا حتى ولو كان هذا التصور حلم يراود أغلب المصابين وحتى الأطباء فمن كان يتصور أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه نقل صور حقيقية ليست عن قرب ولكن نقلها حتى عن بعد بين قارة وأخرى ونقلها أيضا من الفضاء الخارجي

ان البصر هو احد أنعم الله الكبرى على الإنسان والتي تتجلى فيها عظمة الخالق وقدرته ، والعين هى النافذة التى نرى العالم من خلالها، والتي تغنى بجمالها الشعراء والرسامون والمطربون وأبدعوا في وصفها ... و يتفق معظم الناس على أن الإبصار هو الحاسة الأهم من بين الحواس الخمس .... 
تُعَدّ العين بحق من أعجب الأعضاء وأدقها في جسم الإنسان وجميع الكائنات الحية ..... 
فهي قطعة هندسية عجيبة إلى حد لا يصدق من الممكن إعتبارها كآلة تصوير معقدة التركيب ولكنها في الوقت نفسه فائقة الدقة و الحساسية تتمتع بتكيف ذاتي لحظي ولا تحتاج من صاحبها إلا إلى عناية معتدلة لكي تؤمن خدمة جيدة ومتواصلة مدى الحياة .
يبلغ نصف قطر كرة العين نحو 2.5 سم , كما أنها تتألف من ثلاث طبقات أساسية مرتبة من الخارج نحو الداخل علي النحو الآتي: الصلبة Sclera و المشيمية Choroid و الشبكية; Retina.
1. 
الصُلبة Sclera , و هي الطبقة الخارجية للعين و تتكون من نسيج ضام قوي غير شفاف لحماية العين , الصُلبة لا تمتص الضوء بل تعكسه و لهذا لونها أبيض. تلف الصُلبة معظم كرة العين إلا الجزء الأمامي الذي هو قرنية العين الشفافة. 
2. 
المشيمية Choroid , و هي الطبقة التي تقع بين صُلبة العين و شبكية العين , و المشيمية تحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية و وظيفتها الأساسية هي دعم شبكية العين و توفير الغذاء و الأوكسجين لها. المشيمية تغطي ثلثي كرة العين فقط الجزء الخلفي. 
3. 
الشبكية Retina , و هي الطبقة الداخلية للعين و تغطي ثلثي كرة العين من الداخل الجزء الخلفي. الشبكية هي الطبقة التي تحتوي على المُستقبلات الضوئية Photoreceptors و المسؤولة عن البصر , حيث أنها تستقبل الضوء الواقع عليها و تحوله لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية و التي تتجمع في القرص البصري Optic Disc أو الذي يُسمى كذلك بالبقعة العمياء (حيث أن القرص البصري لا يحتوي على مستقبلات ضوئية) لتكوين العصب البصري.و تحوي الشبكية على النُقرة Fovea و هي عبارة عن بقعة مقعرة في الشبكية تحتوي على كميات كبيرة من المُستقبلات الضوئية و تستخدمها العين للبصر الحاد , أي بأن العين تلتف ليقع الضوء على هذه البقعة. 
يملأ كرة العين الجسم الزجاجي Viterous Body و هو عبارة عن جسم هلامي شفاف يُحافظ على كرويتها.و يتصل من الأمام بالجسم الهدبي Ciliary Body و هو عبارة عن عضلات تتحكم في شكل عدسة العين بحيث إذا تقلصت يقل تحدب العدسة و إذا ارتخت يزيد تحدب العدسة و هذه العملية هي التي تُركز الضوء على الشبكية للإبصار على حسب بعد الجسم عن العين.
أمام عدسة العين تكون القزحية Iris و هي التي تُعطي العين لونها , و تتكون القزحية من عضلات دائرية و عضلات شعاعية و في الوسط الفتحة التي تُسمى بؤبؤ العين (حدقة العين) Pupil , العضلات الدائرية تضيق بؤبؤ العين و الشعاعية تُوسع بؤبؤ العين حسب كمية الضوء , ففي الظلام يتوسع بؤبؤ العين للسماح لأكبر كمية من الضوء الدخول للعين لتسهيل الرؤية , و عندما يكون الضوء ساطع يتضيق بؤبؤ العين لتكون الرؤية واضحة و ليست مشوشة. 


بعد القزحية و في مقدمة العين تكون القرنية Cornea و هي شفافة و لا تحتوى على أوعية دموية حيث أنها تأخذ ما تحتاجه من الأكسوجين مباشرة من الهواء و الغذاء عن طريق الترشيح من الخلط المائيAqueous Humour , و هو المحلول الذي يملأ الغرفة الأمامية و الغرفة الخلفية. الغرفة الأمامية Anterior Chamber هي الفراغ الواقع بين القرنية و القزحية و الغرفية الخلفية Posterior Chamber هي الفراغ الواقع بين عدسة العين و القزحية. يملأ الخلط المائي هاتين الغرفتين و يتركهما عن طريق قناة شليمSchlemm Canal التي تقع في الزاوية بين القرنية و القزحية في الغرفة الأمامية. الخلط المائي هو المسؤول عن ضغط العين Intraocular Pressure , فإذا تجمع و لم يستطع الخروج لسبب ما يؤدي ذلك إلى إرتفاع ضغط العين و المرض المعروف بالماء الأزرق Glaucoma. 
النظام الدمعي Lacrimal Apparatus يتكون من الغدة الدمعية Lacrimal Gland التي تقع في الجزء العلوي الأمامي الخارجي لحجر العين و تصب الدموع عبر قنوات دمعية على ملتحمة العين Conjunctivaو بعدها تنتقل الدموع إلى زاوية العين الداخلية لتنتقل عبر القُنيات الدمعية Lacrimal Canaliculi إلى الكيس الدمعي Lacrimal Sac و الذي يحبس الدموع من أن تنزل دفعة واحدة لتجويف الأنف. بعدها تنتقل عن طريق القناة الأنفية الدمعية Nasolacrimal Duct لتصب في تجويف الأنف عبر فتحتها في النُقرة الأنفية السُفلى. 
ولكن .... كأمل جديد لهولاء الملايين من الذين فقدوا نعمة الإبصار إضافة لعوائلهم و محبيهم ... فلقد تم تصميم و تطوير جهاز خاص ( العين الصناعية – Bionic Eye ( يساعد المكفوفين على الإبصار بصورة جزئية ، وذلك من خلال تثبيته في شبكية العين بحيث سيمثل هذا الجهاز جزء من شبكية صناعية ذكية ترتبط بالمخ والجهاز العصبي لإعادة النظر الذي فقد بسبب المرض أو الإصابة. أن هذه العين الصناعية عبارة عن رقاقة ذكية من السيليكون Microchip يصل طول هذه الرقاقة إلى 2.5ملم وسمكها أقل من قطر الشعرة وتحتوي هذه الرقاقة أو الشبكية الصناعية على ما يقرب من 35000 من الأقطاب الكهربائية الدقيقة (خلايا كهروضوئية) والتي تحول الصور القادمة من الكاميرا Camera ، الموجودة ضمن نظارات يرتديها الكفيف ، إلى نبضات كهربائية ثم تنتقل لا سلكياً إلى جهاز استقبال موجود تحت العين مباشرة ، وبدوره يغذي بها الأقطاب الكهربائية Electrodes Array ، وهذه النبضات تقوم باستثارة الخلايا السليمة المتبقية بالشبكية (على غرار زرع القوقعة لعلاج الصمم ) التي تحول هذه النبضات إلى إشارات مرئية تتم معالجتها ( (Rectified + Amplified + Filtered … ، كما يحدث أثناء عملية الرؤية الطبيعية، ثم يتم نقل هذه الإشارات إلى المخ عبر العصب البصري ، وتحتاج الرقيقة إلى الضوء المحيط لتشغيلها، نظرًا لأنها لا تحتوي على بطارية أو أسلاك. 
أن هذه الشبكية الصناعية Artificial Retina ستقوم محل المستقبلات الضوئية المصابة ( Rod and Cones ) بالشبكية وهي المسئولة عن عملية الإبصار؛ حيث تقوم هذه المستقبلات بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية داخل الشبكية التي يستقبلها المخ عن طريق العصب البصريOptic Nerve حيث يتم ترجمتها إلى الصور والأشكال ليتم تمييزها عبر الرؤية الطبيعية. 
تقوم فكرة عملية زرع الشبكية الصناعية على وضع رقيقة السيليكون في الجزء الجانبي من الشبكية بواسطة الجراحة الميكروسكوبية حيث تبدأ بعمل ثلاث فتحات صغيرة في الجزء الأبيض من العين، وهي فتحات لا تزيد في قطرها عن قطر الإبرة ، ويتم شفط السائل المائي عن طريق هذه الفتحات ويحل محله محلول ملحي. 
ثم يتم عمل فتحة مثل رأس الدبوس في الشبكية ، وعن طريقها يتم حقن سائل خاص لكي يرفع قليلاً جزءاً من الغشاء بعيدًا عن مؤخرة العين مما يؤدي إلى عمل جيب صغير في الفراغ أسفل الشبكية، والذي يتم فيه زرع الشبكية الصناعية ، وبعد هذا يتم إعادة الشبكية لوضعها الطبيعي عن طريق حقن هواء داخل الشبكية كي تغطي تمامًا الشريحة ، وفي خلال يوم أو يومين يتم امتصاص فقاعات الهواء عن طريق السائل المائي للعين. 
أن مثل هذا النوع من الإبصار الصناعي (الإلكتروني) سوف يختلف بعض الشئ عن الإبصار الحقيقي ، فلن يستطيع هؤلاء الذين فقدوا حاسة الإبصار أن يبصروا مثل نظرائهم الأصحاء بشكل كامل ، بل سيكون هذا أشبه برؤية أجسام سوداء على خلفية بيضاء مما سيصعب عليهم تمييز بعض التفاصيل الدقيقة .... ولكنها على الأقل ستوفر لهم القدرة على رؤية الضوء والحركات وتشكل خطوة أولى سوف تليها خطوات كثيرة مستقبلية بهدف الوصول إلى وسيلة تساعد هؤلاء الأشخاص على الرؤية بشكل طبيعي من جديد.... 
للتواصل مع  مركز العيون الصناعية الرجاء الاتصال على 01004110111   
للتواصل زوروا موقعنا الأليكتروني


التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Post a Comment