الغاية من
وراء اجراء عملية زرع القرنية هي استبدال قرنية العين المصابة، نتيجة
تعرضها للعديد من العوامل، التي من الممكن ان تؤدي للاصابة بامراض او اضرار دائمة
وغير قابلة للاصلاح. يتم اخذ القرنية المعدة للزرع من متبرع ميت، بينما تعتبر هذه
العملية الاكثر انتشارا من بين عمليات زرع الاعضاء المختلفة.
قرنية
العين (Cornea) هي
ذلك الجزء الشفاف الذي يغطي العين من الخارج، ويحميه من دخول التلوث، الاوساخ
وغيرها. وظيفة القرنية هي كسر اشعة الضوء عند دخولها للعين، لذلك فهي تلعب دورا
هاما في قدرة الشبكية على تركيز الصورة.
قد يصيب
الضرر القرنية نتيجة لامراض تلوثية عدوائية مثل: فيروس الهيربس الذي يسبب التقرحات
في القرنية، العدوى الجرثومية، الفطريات وغيرها. لكن احدى الاصابات الاخرى الواسعة
الانتشار في القرنية، هي التسبب باذى العين بسبب دخول جسم غريب يؤدي لجرح القرنية
بشكل لا يمكنها الشفاء منه. هنالك ايضا بعض امراض العيون التي قد تسبب تباينا في شكل القرنية:
تحدب القرنية او تقعرها، مما يؤثر على القدرة على الرؤية، ويؤدي في بعض الاحيان
الى الاصابة بالعمى. في مثل هذه الحالات، يحتاج المريض الى زرع قرنية جديدة هذه العملية ليست بسيطة، لذلك يتم
اللجوء اليها فقط بعد فشل كل العلاجات الوقائية الاخرى.
هنالك
العديد من الاساليب المستخدمة لجراحة زرع القرنية. الاسلوب القديم يتضمن ازالة
القرنية المصابة كليا وتثبيت القرنية السليمة بواسطة القـطـب ) الغـرز). اما عند اتباع الاساليب
الحديثة، التي يتم خلالها استخدام اجهزة دقيقة مثل اشعة الليزر، فتتم ازالة جزء من
القرنية فقط (DSEK). كذلك،
هنالك انواع اخرى من اساليب اجراء عمليات زرع القرنية.
الاستعداد
للعملية:
لا داعي
لاجراء الملائمة بين الانسجة ونوع الدم عند القيام بجراحة زرع القرنية، وذلك بسبب
وجود علاجات جيدة يتم اعطاؤها للمريض بعد الزرع، تساهم في عملية تقبل العضو
المزروع بنسبة نجاح عالية تصل الى نحو 90%. السبب الاخر لعدم الحاجة لمثل هذه
الملاءمة، هو ان القرنية عبارة عن نسيج غير متصل باوعية دموية.
في معظم
الحالات، ليس هنالك داع للقيام باجراء فحوص عامة قبل العملية الجراحية. يقوم طبيب
العيون باجراء فحص شامل للعينين، يشمل فحص مدى الرؤية، الضغط داخل العينين، حدة
الرؤية وفحص قاع العين، وذلك من
اجل التاكد من سلامة شبكية العين.
يتم زرع
القرنية تحت تاثير التخدير الموضعي او الكلي. كما يجب استشارة الطبيب بكل ما يتعلق
بالادوية التي ينبغي على المريض التوقف عن تناولها قبل موعد العملية. كذلك، هنالك
حاجة للصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية.
سير
العملية:
بعد تقطير
المادة الموسعة لحدقة العين، يتم اعطاء التخدير الموضعي للمنطقة او التخدير الكلي
اذا لزم الامر. وبحسب الطريقة التقليدية، يقوم الجراح باحداث شق رفيع وصغير في
القرنية، ثم يزيل كل نسيج القرنية. بعد ذلك يقوم الجراح بخياطة القرنية المزروعة
مكانها.
في الطرق
الحديثة لجراحة زرع القرنية، لا توجد حاجة دائما لزرع كل القرنية، وبالامكان عمل
زرع لبطانة القرنية فقط (في حال تعرضها للاصابة) او زرع جزء اخر من القرنية
باستخدام الاجهزة الدقيقة والحديثة. في الجراحة التي تعتمد على الليزر، يتم اقتطاع
القرنية التي سوف يتم زرعها وفقا للحجم المطلوب ولمدى تضرر القرنية الاصلية. بعد
ذلك يتم تثبيتها - احيانا بدون الحاجة للقطب-. في نهاية العملية، يتم وضع ضمادة
فوق العين.
تستغرق
العملية الجراحية مدة ساعة واحدة الى ساعتين (وفقا لنوع العملية الجراحية)
مخاطر
العملية الجراحية:
مخاطر
العمليات الجراحية بشكل عام:
تلوث الشق
الجراحي - غالبا ما يكون سطحيا وتتم معالجته بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات
النادرة، قد يؤدي لحدوث تلوث اشد خطورة في العين. واحيانا قد يضطر الطبيب لفتح
الشق مرة اخرى من اجل التخلص من مخلفات البكتيريا.
النزيف
- بالغالب يحدث النزيف في منطقة العملية الجراحية نتيجة لحصول ضرر موضعي يصيب
الانسجة. ينجم النزيف عن تمزق احد الاوعية الدموية في العين.
ندب
– ليس من المفترض ان تبقى اي اثار او ندوب في القرنية، لان منطقة القطب تكون
صغيرة ورفيعة جدا. لكن في بعض الحالات يحصل خلل في عملية التعافي (الشفاء) وينجم
عن ذلك نشوء ندبة، مما يجعل الرؤية غير واضحة في القرنية التي تم زرعها.
مخاطر
التخدير -غالبا ما تكون مثل هذه الظواهر ناجمة عن الحساسية لادوية التخدير. في حالات نادرة جدا،
من الممكن ان يحصل رد فعل خطير يؤدي الى هبوط في ضغط الدم(صدمة تاقيةAnaphylactic shock.)
المخاطر
العينية في عمليات زرع القرنية:
جفاف
العينين – بالامكان التغلب على هذا الامر من خلال استخدام قطرات العيون
المناسبة.
الحساسية
للضوء- من المتوقع ان تستمر هذه الظاهرة لفترة قصيرة (حتى مدة شهر) بعد
الجراحة.
رفض حاد
للقرنية المزروعة– تتمثل هذه الظاهرة بقيام الجسم برد فعل مناعي حاد تجاه القرنية
التي تم زرعها. لكن، بالامكان اليوم اعطاء المريض ادوية مضادة لرد الفعل المناعي،
في حال حصول ذلك.
العلاج بعد
العملية:
بعد جراحة
زرع القرنية، يمكث المريض في المستشفى تحت المراقبة لمدة ليلة او بضع ليال. عند
استخدام طرق الجراحة الحديثة، يستطيع المريض – في بعض الاحيان - مغادرة المستشفى
في وقت مبكر اكثر. يتم ارشاد المريض لكيفية استخدام قطرات العين التي تحتوي على
المضادات الحيوية لمنع العدوى، والتي ينبغي عليه استعمالها لمدة 3 اسابيع بعد
العملية. يتم تزويد المريض بقطرات عيون لتفادي حدوث التهاب في العين ومن اجل كبت
جهاز المناعة.
يستطيع
المريض تناول مسكنات الالم حسب الحاجة. بينما تتعلق المدة اللازمة للشفاء بنوع
جراحة زرع القرنية التي تم اتباعها، حيث تكون هذه المدة قصيرة عند اتباع الاساليب
الحديثة.
يتم اخراج
القـطـب (الغـرز) في حال تم استعمالها في الجراحة، بعد مرور بضعة اشهر (في جراحة
زراعة القرنية التقليدية)
في الحالات
التالية، على المريض التوجه مباشرة للطبيب: الم متواصل رغم استخدام المسكنات،
افرازات من العين، نزيف من العين، او ارتفاع درجة الحرارة.